في عالمٍ من العوالمْ ذاتِ سماءٍ حمراءْ و غيوم سوداء مبانيٍ مدمرة و جثث مرمية، وحوش تركض بين مباني و الطرق. عالم مدمر يكاد ان تكون الحياة البشرية فيه نادرة و في وسط هذا العالم.وُجد فتىً في احد الجبال ساقطً على الارض بين التربة و الصخور فتىً ذو ملابس بيضاء متسخة.اصلع الرأس.شكل وجهه و كأنه بعمر 17.بعد مدة غير معروفة من غيابه عن الوعي استيقظ بهدوء و بدأ بالنظر حوله يمينا و شمالا. مذا يفعل هنا ؟ من هو؟. مرت عدة دقائق و هو واقف بمكانه بلا حراك بوجهٍ خالٍ من اية تعابير. الا أن فجأة قرر الخطو للامام و التحرك و كأّنَه تلقا أمرا بذالك. تقدم بين الطرق المحطمة بالجبال بشكل منضم و كأنه يبحت عن شيئٍ ما. بعد مرور عدة دقائق و اثناء تقدمه وجد مخلوقا غريبا.بلونٍ شاحب مع عيون حمر بوجه خالٍ من المشاعر. يتغذى على احد الكلاب المنتورة احشائها بالارض. شعر الفتى بالخطر و اختبأ وراء احد الاحجار الكبيرة بالمكان.ينظر نحو المخلوق من وراء الحجر الا ان بدأ يسمع صوتا برأسه يخبره بقتل المخلوق.نظر من حوله بتمعن فوجد حديدة مدببة ذات حافة حادة مرمية بعيدة عنه.نظر الفتى نحو المخلوق ليجده مازال يأكل بالكلب و غير مدرك لوجوده فأستغل الفرصة و بدأ بالمشي ببطئ نحو الحديدة.بعد ان وصل لها امسكها بهدوء و توجه نحو الخطر المحدق به من دون ان يحدت صوتا و في غمضة عين طعن المخلوق برأسه تاركا رأسه يسيل بغزارة بالدماء و استمر بالتقدم وِفق اوامر الصوت برأسه.بعد مرور ساعةٍ من المشي وصل الا حافة الطريق.نظر الفتى الا اسفل الجرف ليرا ان الارض بعيدة للغاية و لايمكنه النزول للاسفل.بعد ذالك سمع الفتى الصوت في رأسه يأمره بالاستدارة و البحت عن طريقة لنزول للاسفل.و في نفس الوقت بدأ يسمع صوت خطوات تتجه بسرعةٍ نحوه. التف بسرعة و تعابير الاستغراب و الصدمة تملئ ملامح وجهه ليجد المخلوق الغريب الذي طعنه سابقا لا يزال حيا. قادم اليه بأقصى سرعته بفمٍ مفتوح مليئٍ بالدماء.و قبل ان يتسنى للفتى القيام بأي ردة فعل قام المخلوق باصتظام به و اسقاط نفسه و الفتى نحو الجرف.اثناء سقوطهم حاول المخلوق الهجوم على الفتى محاولا عضه بفمه بينما يمسكه بقوة من كتفيه بينما ظل الفتى يحاول الدفاع عن نفسه عن طريق ابعاد فم المخلوق عنه و تسديد ضربات نحوه و ملامح الارهاق و الفزع واضحة على وجهه.نظر الفتى بسرعة للوراء ليجد انه يقترب للارض اكثر فأكثر و في نفس الحظة سمع الفتى الصوت في رأسه يصرخ عليه بصوت مدوي "اقلب هذا الع%$^ اقلبه و اجعله ناحية الارض".
نظر الفتى نحو المخلوق و بدأ بالضغط بقوة على ذراعيه و قام بنزعها من على كتفه.و بحركة سريعة قام بقلب اماكنهم و جعل المخلوق بالاسفل ناحية الارض بينما ذهب للاعلى. و بعد لحظات قليلة،اصطدم الاثنان بقوة هائلة على الارض.تحطم جسد المخلوق لاشلاء بفعل السقوط بينما تعرض الفتى لجروحٍ بالغة في كل اجزاء جسمه لكنه قد عاش بسبب اتخاذه للمخلوق كوسادة تخفف صدمة السقوط.ظل الفتى ساقطا على الارض المليئة بالدماء و احشاء المخلوق و دمائه.و صوت تشويشٍ حاد مختلطٍ مع الصوت الذي كان يخبره بما يفعله سابقا لكن هاته المرة كان صوت صراخه يختفي بالتدريج بينما يطغى عليه صوت التشويش في حين كان الفتى يفقد وعيه ببطئ.و لكن قبل ان يفقد الفتى وعيه بالكامل سمع نفس الصوت يقول له بنبرة مليئة بالغضب.
"لا لا لا لا هاته ليست النهاية حتى لو لم اكن موجودا حتى لو فقدت اثره علي انقا--".و توقف صوته بشكل مفاجئ و معه فقد الفتى وعيه....من الرغم من ان جروح الفتى كانت عميقة و مميتة لكنها بشكل غريب بدأت بالشفاء بالتدريج مع مرور الكثير و الكثير من الوقت.بعد مرور عدة ساعات استيقظ الفتى ببطئ و بدأ يقف على قدميه بصعوبة بينما يحس بالالم في كل انحاء جسمه.نظر يمينا و شمالا مشوش الذهن ناسيا السبب وراء وجوده بهذا المكان او ما الذي يفعله هنا من المقام الاول. لقد كان تائها بالمجهول محاطا بالصخور و التراب مع صوت الرياح بين اذنيه مع مرور الوقت قرر الفتى التقدم بدون هدف واضح فقط يتقدم في المجهول بدون هدفٍ محدد.بعد مدة من المشي وجد كهفا مظلما امامه.ظل ينظر نحوه و في وجهه ملامح من الفضول فذهب اليه. توجه الا مدخل الكهف و اخذ نظرتا خفيفةً لداخل.لم يكن يرا شيئا بالبداية بسبب ان الظلام يغطي المكان بالكامل الا ان لاحظ عينين حمراوتات في منتصف ظلمات الكهف تحدق نحوه بعينيه متعطشتين لدماء.لم يكن الفتى يعرف ذالك الشيئ لكن غرائزه حذرته من الخطر المحدق به و بلحظة واحدة التف للوراء و قرر الهروب بعيدا عن الكهف.و لكن قبل ان تسنح له الفرصة للابتعاد بعيدا ينقض عليه وحش شبه بشري بيدين ذات مخالب ضخمة و عينان حمراوتان تبعتان شعورا بالرهبة و الخوف ذو لون جلدٍ شديد الخضرة.سدد ضربة سريعة لرأس الفتى مما جعله يسقط على الارض فاقدا للوعي مصبحا بذالك فريسة الوحش الجديدة.استعد الوحش لافتراسه لكن! ومن حيت لا يحتسب يُسمع صوت سيارة من بعيد.التف الوحش ليمينه بسرعة ليجد سيارة ذات واجهة مليئة بالاشواك المدببة مسرعة باتجاهه و قبل ان يقوم بأي حركة تصتضم السيارة فيه لتخترق الاشواك جسده ناشرتا دمائه بالارجاء.....فتح الفتى عيناه ببطئ ليجد رجلا ذو ملابس و قبعة رمادية ذو عيون خضراء يخرج من السيارة.توجه الرجل نحو المخلوق و بدأ بالنظر اليه لبعض الوقت قبل ان يلتف و يلاحض الفتى الساقط على الارض.توجه الرجل بسرعة نحوه و قال بتعجب:ما هذا اهو حي؟مازال يتنفس انه لا يزال حيا!ابقى معي يا صديقي لا تفقد الوعي سوف اساعدك فقط تحمل قليلا.اغمض الفتى عينيه ساقطا على الارض. قام الرجل بحمله بسرعة و وضعه بسيارة و تعابير الصدمة و القلق تملئ وجهه....(نهاية الفصل)