الفصل الرابع: اختبار الذات CG
سأل توم يانغ يانغ عما يحتاجه ليكون جاهزًا.
أجاب يانغ يانغ ببساطة: "جهز قلبك وعقلك لمواجهة التحديات التي ستقابلها، واحذر من السقوط في شباك رغباتك وإغراءاتك. يمكنك الآن عبور البوابة التي ستأخذك إلى أول اختبار في البرج."
كان لدى توم ثقة كبيرة بنفسه. بعد كل شيء، أي نوع من الشياطين لم يواجهه من قبل؟ حتى لو كان على وشك دخول الجحيم، فلن يسمح لنفسه أن يستسلم للشيطان؛ بل سيصبح هو كابوس كل شيطان في الجحيم.
وهكذا، دخل توم البوابة وهو يعلم أنه إذا نجا، سيصبح أقوى.
عند دخوله البوابة، سمع صوتًا قديمًا بدا وكأنه أقدم من أقدم العوالم، أقدم من النجوم أو أي كون. تحدث الصوت بلغة فهمها توم، لكن الكلمات بدت غريبة وغير مألوفة.
"اعرف نفسك، وستعرف كل أسرار الآلهة والكون. إذا عرفت عدوك وعرفت نفسك، فلن تخشى نتيجة مئة معركة."
"سيبدأ الاختبار الأول إذا كنت تؤمن أنك تعرف نفسك، فخطُ خطوةً داخل ضباب الذات."
خطا توم داخل ضباب الذات، على أمل أن يرى نفسه كما هي حقًا، وأن لا يظهر له الضباب أنه قد خان وعده بالبقاء صادقًا مع نفسه.
بأول خطوة، تغيرت رؤية توم إلى زمن بعيد، حين لم يكن قلبه قاسيًا بسبب معاناة هذا العالم. رأى شخصًا كان يسميه صديقًا يومًا ما، نوح ألاكسي.
...
"توم، هل أنت بخير؟" قال نوح.
"أنا بخير، لا داعي للقلق. فقط أشعر ببعض التعب."
رد نوح قائلاً: "إذا كنت تحتاج إلى شيء، فقط أخبرني."
"حسنًا، سأخبرك. اكتشفت شيئًا يمكنه تغيير العالم بأسره بينما كنت أعمل على مشروع المدرسة. وجدت أن خلط نوعين من بلورات الأنتين مع تسخينهما إلى 93 درجة مئوية لمدة 23 ثانية بالضبط يسبب تفاعلًا ينتج طاقة. ورغم أن كمية الطاقة ليست كافية لتشغيل المدن، إلا أنه يمكن استخدامها لشحن هاتفك دون إنتاج أي تلوث." بدا توم متحمسًا وهو يتحدث، ناسيًا همومه. "أسمي هذا النوع الجديد من الطاقة ميكروبور، أو Mp اختصارًا."
ابتسم نوح بابتسامة حقيقية قائلاً: "هذا مذهل، لكنك ما زلت تبدو مرهقًا. لماذا لا تذهب إلى المنزل وتأخذ قسطًا من الراحة لبضعة أيام بينما أرتب الأمور لك؟"
شعر توم بالسعادة لأنه يملك صديقًا جيدًا. رد قائلاً: "نعم، ما قلته صحيح. يمكنني أن أستخدم بعض الراحة. هل يمكنك أن تخبر المعلم أنني مريض؟"
"لا تقلق، سأعتني بكل شيء. فقط اذهب وارتَح." أجاب نوح.
بعد بضعة أيام من الراحة في الفراش، بدأ تعب توم يتلاشى. شعر أن الوقت قد حان للخروج وتسجيل تقنية Mp باسمه.
ذهب توم إلى مدرسته لأنها كانت تملك مركزًا خاصًا بتسجيل ابتكارات العباقرة الشباب. عندما دخل، استمر بسماع المديح حول عظمة نوح وأنه عبقري المدرسة. شعر توم بالضياع، غير فاهم لما يحدث، حتى رأى ملصقًا مكتوبًا عليه:
"نوح ألاكسي، عبقري مدرسة كارغا ومخترع تقنية Mp، مصدر الطاقة الجديد الذي سيغير العالم."
هناك ثلاث أشياء يخشاها الحكماء: البحر في عاصفة، والليل بلا قمر، وغضب الرجل النبيل.
كان توم نبيلاً حقيقيًا في شبابه؛ لذا بمجرد أن تغضبه، افهم أن نهايتك لن تكون جيدة.
بحث توم عن صديقه المزعوم لفترة، على أمل أن يجده ويجعله يدفع ثمن ما فعله. ومع ذلك، لم يتحرك توم مدفوعًا بالغضب وحده. عرف أن الرجل الحكيم يحتاج إلى السيطرة على غضبه. لذلك انتظر حتى تأكد أن نوح وحيد، وعندما اكتشف أنه سيعود إلى المنزل بعد إلقاء خطاب في المدرسة، قرر أن تلك هي اللحظة المناسبة.
سار نوح إلى منزله وكأنه يملك العالم بعد أن "سرق"، أعني اخترع، الاكتشاف العظيم التالي. كانت قمة حياته قد بدأت للتو، أليس كذلك؟ لكن بينما كان نوح ينزل السلالم القريبة من منزله عبر ممر مختصر، شعر بدفعة خفيفة من ظهره. لم يكن لدى نوح وقت للنظر لأنه بدأ يتدحرج من درجة إلى أخرى. عظام جسده كانت تتحطم، حتى وصل إلى القاع. انتهى سقوطه. ومعه، انتهت حياته
.
وقف توم على قمة السلالم ينظر إلى الأسفل، إلى الحياة، إلى نوح، مدركًا أن حياته قد تغيرت. لقد تغير هو. منذ تلك اللحظة، مات نوح العظيم، مخترع تقنية Mp، لكنه لم يغادر دون أن يزرع بذور شيطان داخل توم.
"البشر مخلوقات ضعيفة وبائسة. يتظاهرون وكأنهم يملكون كل الفضائل في العالم، لكن في لحظة واحدة، يطعنوك في الظهر لأبسط مكسب."
"ألا تشعر بالندم؟" صرخ نوح. "أخذت حياتي لأنني استوليت على اختراعك؟ كنت صديقك المفضل. وعدنا بعضنا أن نعيش حياتنا معًا."
نظر توم إليه بابتسامة مليئة بالجنون قائلاً: "حقًا؟ هل هذا هو ما يعنيه اختبار الذات؟ من بين كل الأشخاص الذين يمكن أن تجعلني أراهم، اخترت خائنًا مثلك؟"
بعد ضحكة مختلطة بالجنون، نظر توم إلى نوح قائلاً: "أحتاج أن أشكرك. فبفضل خيانتك، تحررت عقليتي ومثُلي من القيود. لذلك، كنوع من الشكر، أعدك بأنه عندما أصل إلى القمة، سأجعلك ترى الجحيم الحقيقي من صُنع يدي."
بعد قول ذلك، خطا توم الخطوة الثانية، متحررًا من الضباب ومتحررًا من الاختبار الأول.